بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الأول :
- المنشد المبتدأ 1
مــن المؤكٌد أن كل منشد لديه رغبة جامحة في الارتقاء بصوته إلى مصافٌ الحساسين و البلابل، و تشعٌ في عقله فكرة اختصار الطريق الطويل في مدٌة قصيرة و له ذلك، فالصٌوت البشري عبارة عن آلية متكاملة من اتحاد مجموعة من الأعضاء تنشط لتعطي لنا في النهاية صوتا، و هذه المجموعة من الأعضاء تخضع لقوانين نحاول التٌحكٌم فيها إذا كانت أمنيتنا التحكٌم في الصوت.
تتكون آلية الصوت البشري من الرئتين كخزان للهواء، و الأحبال الصوتية كعضلات ذات لون وردي، يمرٌ بهم الهواء فيحرٌكهم مصدرين ذبذبة معيٌنة هي التي نسميها « صوتا ».
للمنشدين مشكلتان تؤثٌر عليهم، مشكلة نقص الهواء؛ و مشكلة الكبت الصٌوتي.
1 – مشكلة نقص الهواء :
هي عدم توفٌر الهواء الكافي في الرئتين، فلا يستطيع المنشد أن يستمر في إخراج الصوت، لأن الهواء الذي هو طاقته ينفد بسرعة، و الحقيقة أعمق من هذه الصورة، بل إنه لا يحسن استغلال ما توفٌر له في خزانه من هواء، أي أنه يضيٌع جزءا من طاقته، تلك الطاقة المصروفة يمكن استغلالها في استمرارية إخراج الصوت مدة زمنية أخرى، ناهيك عن عدم استعمال الحجم الكلي الحقيقي للرئتين.
الحل لهؤلاء هو تعلم كيفية التٌنفٌس بطريقة سليمة؛ التركيز سرٌها الهام، مع ممارسة الرياضة و لو كانت بسيطة في شكلها كالمشي.
2 – مشكلة الكبت الصوتي :
هي ضعف قوى الأحبال الصوتية، فاهتزازهم لا يوفٌر لنا صوتا من نوعية جيدة، و لو كان صوتا صحيحا أو أقرب للصحة، و هنا نجد المنشد يستعين اضطراريٌا بالأنف كطريقة لتخطٌي عقبة الضعف، فيُسمع و كأنه ينشد من أنفه.
حل هذه المشكلة يرتكز على التدريبات الصوتية لتقوية الأحبال، و بالتالي زيادة المساحة التي يستطيع المنشد التحرك فيها بصوته.
أفضل تدريب هو تدريب الديوان الموسيقي، في مقام « دو الكبير » عموما، نظرا لسهولة الوصول لأصواته خلاف بعض المقامات الأخرى.
يلاحظ أن استطاعة المنشد المبتدأ تقف عند صوت « صول » في إطار ضامٌ، و هذا شيء جد عادي، فالأحبال الصوتية في حالتها الخام، و مع المواظبة على حصص التدريب التي ننصح بواحدة فقط منها أسبوعيا؛ سوف يرى أن استطاعة المنشد تأخذ مسارا تصاعديا نحو صوت « اللاٌ » و « السي » و « الدو الثاني »، و هذا تقدٌم نوعي - يحمــد الله عليه - يأخذ سنة كاملة في الحالات العادية.
لا خوف من فقد التوازن أو بحة صوتية تنتاب المنشد المبتدأ، فذاك خلل في نسبة السكٌر أو الضٌغط، أو تعب الأحبال، و من الأفضل هنا و الأسلم أخذ راحة كاملة لا يتكلم فيها إلا لضرورة ملحٌة، فقد يؤذي أحباله الصوتية، و يصيٌر الأمر بتهوٌره إلى سيٌء الحالات.
يتواصل التدريب من خلال أصوات أعلى و أعلى، و هنا طريقتان : إما أن يصعد في المقام، أو يكتفي بالصوت الثامن فيه؛ منتقلا لمقام سواه، مستعرضا نصف المسافة الصوتية، و بعد مدة كذلك يتدرب على مقامات ذات ربع النقطة، و تتم هذه التدريبات كلها في حصة خاصة تسمى « حصة التقنيات أخوكم
...
الدرس الأول :
- المنشد المبتدأ 1
مــن المؤكٌد أن كل منشد لديه رغبة جامحة في الارتقاء بصوته إلى مصافٌ الحساسين و البلابل، و تشعٌ في عقله فكرة اختصار الطريق الطويل في مدٌة قصيرة و له ذلك، فالصٌوت البشري عبارة عن آلية متكاملة من اتحاد مجموعة من الأعضاء تنشط لتعطي لنا في النهاية صوتا، و هذه المجموعة من الأعضاء تخضع لقوانين نحاول التٌحكٌم فيها إذا كانت أمنيتنا التحكٌم في الصوت.
تتكون آلية الصوت البشري من الرئتين كخزان للهواء، و الأحبال الصوتية كعضلات ذات لون وردي، يمرٌ بهم الهواء فيحرٌكهم مصدرين ذبذبة معيٌنة هي التي نسميها « صوتا ».
للمنشدين مشكلتان تؤثٌر عليهم، مشكلة نقص الهواء؛ و مشكلة الكبت الصٌوتي.
1 – مشكلة نقص الهواء :
هي عدم توفٌر الهواء الكافي في الرئتين، فلا يستطيع المنشد أن يستمر في إخراج الصوت، لأن الهواء الذي هو طاقته ينفد بسرعة، و الحقيقة أعمق من هذه الصورة، بل إنه لا يحسن استغلال ما توفٌر له في خزانه من هواء، أي أنه يضيٌع جزءا من طاقته، تلك الطاقة المصروفة يمكن استغلالها في استمرارية إخراج الصوت مدة زمنية أخرى، ناهيك عن عدم استعمال الحجم الكلي الحقيقي للرئتين.
الحل لهؤلاء هو تعلم كيفية التٌنفٌس بطريقة سليمة؛ التركيز سرٌها الهام، مع ممارسة الرياضة و لو كانت بسيطة في شكلها كالمشي.
2 – مشكلة الكبت الصوتي :
هي ضعف قوى الأحبال الصوتية، فاهتزازهم لا يوفٌر لنا صوتا من نوعية جيدة، و لو كان صوتا صحيحا أو أقرب للصحة، و هنا نجد المنشد يستعين اضطراريٌا بالأنف كطريقة لتخطٌي عقبة الضعف، فيُسمع و كأنه ينشد من أنفه.
حل هذه المشكلة يرتكز على التدريبات الصوتية لتقوية الأحبال، و بالتالي زيادة المساحة التي يستطيع المنشد التحرك فيها بصوته.
أفضل تدريب هو تدريب الديوان الموسيقي، في مقام « دو الكبير » عموما، نظرا لسهولة الوصول لأصواته خلاف بعض المقامات الأخرى.
يلاحظ أن استطاعة المنشد المبتدأ تقف عند صوت « صول » في إطار ضامٌ، و هذا شيء جد عادي، فالأحبال الصوتية في حالتها الخام، و مع المواظبة على حصص التدريب التي ننصح بواحدة فقط منها أسبوعيا؛ سوف يرى أن استطاعة المنشد تأخذ مسارا تصاعديا نحو صوت « اللاٌ » و « السي » و « الدو الثاني »، و هذا تقدٌم نوعي - يحمــد الله عليه - يأخذ سنة كاملة في الحالات العادية.
لا خوف من فقد التوازن أو بحة صوتية تنتاب المنشد المبتدأ، فذاك خلل في نسبة السكٌر أو الضٌغط، أو تعب الأحبال، و من الأفضل هنا و الأسلم أخذ راحة كاملة لا يتكلم فيها إلا لضرورة ملحٌة، فقد يؤذي أحباله الصوتية، و يصيٌر الأمر بتهوٌره إلى سيٌء الحالات.
يتواصل التدريب من خلال أصوات أعلى و أعلى، و هنا طريقتان : إما أن يصعد في المقام، أو يكتفي بالصوت الثامن فيه؛ منتقلا لمقام سواه، مستعرضا نصف المسافة الصوتية، و بعد مدة كذلك يتدرب على مقامات ذات ربع النقطة، و تتم هذه التدريبات كلها في حصة خاصة تسمى « حصة التقنيات أخوكم
...